يقسم أهل بلاد الشام فصل الشتاء الذي يمتد /90/ يوماً إلى قسمين:
أربعينية الشتاء ( المربعانية ) وتبدأ يوم 21 كانون الأول حيث أقصر نهار ..وتنتهي يوم 30 كانون الثاني ..ومدتها ( 40 ) يوما .. وقد انتهت يوم أمس
وخمسينية الشتاء وتبدأ في أول شباط وتنتهي في 21 آذار ومدتها ( 50 ) يوما ..
خمسينية الشتاء :
ويقسمون الخمسينية إلى أربعة أقسام متساوية كل قسم منها اثنا عشر يوماً ونصف اليوم وسميت السعود الأربعة.
السعود الأربعة:
ويروى عن سبب هذه التسمية أن جماعة قد خرجوا للغزو ومعهم شخص اسمه "سعد" فهبت عاصفة ماطرة شديدة البرد ولم ينج منهم إلا شخص واحد، ولما رجع لقومه سأله والد سعد عن سعد فأجاب لقد ذبح سعد ناقته واختبأ بداخلها لشدة البرد فابتسم الوالد لأنه تيقن أن سعداً قد نجا، ولما عاد سعد ورآه والده من بعيد قال "جاء سعد الذابح".
وفي الفترة الثانية التي تلتها والتي يسمونها سعد بلع أي أن سعداً كان يبلع أي يأكل من لحم الناقة التي ذبحها، ولهذا فهم يعتقدون أن الأرض في سعد بلع تبلع كل المطر الساقط فلا يظهر بركاً على سطح الأرض.
وبعد سعد بلع قالوا سعد السعود، لأن سعد نجا فسعد حيث يبدأ الدفء والحرارة ولهذا يقولون في سعد السعود بدور الدم في العود أي تحرك الدم في شرايين سعد بعد أن كان مُتجمداً من البرد؛ والمثل صحيح حيث إنه في أواخر شباط تنتهي فترة سبات النبات فيبدأ امتصاص الغذاء من التربة، حيث تكون قبل ذلك العصارة ساكنة وتتم تغذية النبات من المواد المخزونة.
وبعد سعد السعود يأتي سعد الخبايا إذ تخرج جميع الحيوانات المختبئة من البرد كالأفاعي وغيرها، وفيه أيضاً خرج سعد من مخبئه فسمي سعد الخبايا.
هذه السعود الأربعة قسمت كالآتي:
سعد ذابح: من 1-13 شباط وهي فترة تتسم بالبرد الشديد فيقول المثل "سعد ذابح ما بخلي كلب نابح".
سعد بلع: من 13-25 شباط وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة بدء ارتفاع درجة الحرارة.
سعد السعود: 26 شباط إلى 10 آذار حيث تزداد درجة الدفء وتدب خلاله الحياة ويقول المثل " بسعد السعود بتجود المية بالعود ""
سعد الخبايا : وتبدأ من 10 آذار وتنتهي في 22 آذار وتصادف نهايته الاعتدال الربيعي وخلاله تستيقظ الحيوانات وتبدأ ذوات الدم البارد بالحركة مثل الأفاعي وغيرها ومن أشهر (بسعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتفتل الصبايا